الأحد، 7 أكتوبر 2012

ما يُشْتَقُّ منَ المَصَادرِ في الاستعمال اللغوي




ذكرنا من قبل في اللقاء السابق ؛ أن المشتقات من الأسماء سبعة أنواع؛
اسم الفاعل (وصيغة المبالغة) ،اسم المفعول،اسم الزمان،اسم المكان ، اسم التفضيل ، اسم الآلة ، الصفة المشبهة
نحو الأمثلة التالية :
رازق العباد هو الله الرزاق الكريم
المحمود من الأفعال مكارم الأخلاق
ميقات يوم عظيم موعدنا جميعا
النادي مجتمع الأصدقاء فيه يلتقون
أفضل ما تعلمت من شيء كتاب الله تعالى
سمَّاعةُ الطبيبِ ومِشْرَطُهُ ومِقَصُّه من وسائل العلاج
وفي ذلك تفصيلات في الصياغة والاستعمال مؤثرا فيما بعده أو غير مؤثر في الإعراب من الجامد أو المشتق في بعض هذه الأنواع من المشتقات السبعة نوضحها إن شاء الله مبسطين لكم معناها
1- اسم الفاعل :
يدل على اسم فيه معنى مجرد حادث ، ومنْ فعله أو قام به أو أحدثه
مثال : جئني بالنمر الزاهد، أجئكَ بالمستبد العادل
فكلمة ( الزاهد ) فيها المعنى المجرد وهو الزهد المطلق والذات التي فعلته ،وكذلك كلمة (عادل ) فيها العدل المطلق والذات التي ينسب إليها   
والأغلبية الحدثية في المعنى في اسم الفاعل أكثر من المعنى الدائم مثل:
دائم ، خالد ، مستمر ، مستديم
وهو صيغة عامة لكل من صدر منه الفعل قليلا أو كثيرا فقد يذكر بمعنى ( فعَّال ) صيغة المبالغة المختصة بالكثير ،كما ذكر شارح درة الغواص قال ابن بري :(كصفات الباري كالرازق والخالق والرافع …ومثل قوله تعالى L (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) فلا يقتضي أن يكون السائل هنا من قل سؤاله أو كثر
وصياغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثي على وزن فاعل : كضارب وحازم وصانع وقائل ورادّ وواثق ورام وواع
ومن غير الثلاثي على وزن المضارع مع ضم أوله وكسر ما قبل آخره نحو: مُكْرِم ، مستغنٍ ، ومجيب ، ومنتقد ، ومستعد ، ومتفائل ، ومطمئن
يفرد ويثنى ويجمع تذكيرا وتأنيثا ويعرب حسب موقعه في الجملة تقول:
الفائز بالجائزة ماهرُ الذكيُّ ( مبتدأ ــ وخبر ــ ونعت أو صفة للخبر )مثلا
يقول الشاعر : راجح العقل رابط الجأش حاضر=عند الشدائد مقصود ومعطاء ، والأفعال الماضية الجامدة ليس لها مصادر أو مشتقات أخرى
مثل : عسى وليس وبئس ونعم ، وكذلك المصادر الدالة على معانٍ دائمة
لا يشتق منها اسم فاعل وإنما يؤخذ منها ما يدل على الدوام كالصفة المشبهة مثل (جميل الصورة حسن العينين)
وصِيَغُ المبالغة وأوزانها واستعمالاتها :
(فعول)كغفور وصبور ، و(فعيل) كرحيم وعظيم ، و(فعَّال) كوهاب ورزاق وفتاح ، و(مِفْعَال) كمعطاء ومهزار ، و(فَعِل) كحذر ولبق وفطن وذكي
ولا تشتق صيغ المبالغة من غير الأفعال الثلاثية إلا من الرباعي على وزن ( مفعال فقط ) وأحكامها مثل أحكام اسم الفاعل في الإعراب والتراكيب الأسلوبية وتدل على كثرة حدوث الفعل مع الذات الفاعلة ، كما
أنها تعمل ما يعمله اسم الفاعل في الجملة عندما يكون عاملا في غيره
عمل اسم الفاعل وشروطه :
يعمل كفعله اللازم والمشتق حين يكون مجردا من التعريف بأل غالبا
فيرفع فاعله عندما يعتمد على استفهام أو نداء أو يقع نعتا لمنعوت مذكور أو محذوف أو يقع حالا أو خبرا لمبتدأ أو لناسخ أو مفعولا لناسخ وألا يكون مصغرا
مثل : أفاهم الشرحَ يا صديقي؟،يا رافعا راية الشورى ، الحسد نار قاتلة صاحبها ، كم معذب نفسه في طلب الحرية لبلاده يرى العذاب من أجلها نعيما ، سحقا للمال جالبا الذل والشقاء لجامعه ،هذا منفق مالا في البر ، اشتهر العربي بأنه حامٍ عشيرته ، أحسِبُ الحرَّ موطنا نفسه على الشهامة ، ولا يصح : يخرج طويلب علما ، وألا يكون له نعت يفصل بينه وبين مفعوله ؛ فلا يصح: يقبل راكبٌ مسرع ٌسيارةً لكن الصواب :يقبل راكب سيارة مسرعٌ
فقد رفع الضمير المستتر ( أنت ) ونصب المفعول به ( الشرحَ) وهكذا
وأن يكون دالا على الحال أو الاستقبال أو التجدد المستمر مثل :
(من يكنْ اليوم مهملا عمله يجد نفسه غدا فاقدا رزقه )
(ما أعجب الصانع الماهر مديرا مصنعه في حزم مدبرا أمره في يقظة )
ويشبه اسم الفاعل فعله الذي بمعنى الماضي معنى لا لفظا فتجب إضافته لمعموله ولا يسمى مفعولا به بل مضافا إليه
2- اسم المفعول معناه وصياغته وإعماله :
هو المشتق الدال على معنى مجردٍ غير دائم ومن وقع عليه هذا المعنى مثل( محمود ) و( منسوب ) يقول الشاعر:
لا تلم المرء على فعله =وأنت منسوب إلى مثله
يصاغ من الفعل الماضي الثلاثي المتصرف على وزن (مفعول) كمحمود؛
لعل عتبك محمود عواقبهُ=وربما صحت الأجسام بالعلل
ويصاغ من غير الثلاثي قياسا بالإتيان بمضارع الفعل وقلب أوله ميما مضمومة مع فتح ما قبل الآخر مثل : صرح البغي مُهَدَّمٌ ، والله المستعان
وكل ميسر لما خلق له ،وكل ما قرر لاسم فاعل =يعطى اسم مفعول بلا تفاضل
عمله : يتم معاملة اسم المفعول النكرة المجرد من أداة التعريف أو غير المقترن بها معاملة اسم الفاعل تماما ، فإن كان معرفا عمل مطلقا ويعمل عمل فعله المبني للمجهول فيرفع نائب فاعل مثل:هل المظنون العنف نافعا ؟ والنافذة مفتوحة نوافذها ويقل إضافته لمرفوعه
وفي ( أنت مرموق المكانة دائما ) يجوز الرفع أو النصب أو الجر في المضاف إليه ( المكانة ) فاعلا للصفة المشبهة أو على التشبيه بالمفعول به أو التمييز أو الجر بالإضافة
3و4 - اسم الزمان ،واسم المكان وصلتهما بالمصدر الميمي :
يشتقان من المصدر الأصلي للفعل للدلالة على المعنى المجرد للمصدر بالإضافة إلى زمان أو مكان وقوع المصدر مثل ( مهبِط ، وموعِد )
الصياغة : من الثلاثي قياسيا على وزن ( مفْعَل أو مفعِل ) الأول من غير المعتل بالعين ، والثاني من الصحيح السالم مكسور العين في المضارع
كجلس يجلس ورجع يرجع وحسب يحسب وقصد يقصد ، وكذلك من المثال بالواو صحيح اللام فتحذف الواو لوقوعها بين الفتحة والكسرة
مثل : وثق يثق وجم يجم وعد يعد وثب يثب
نحو : مفعَل من طلع مطلع ومهجر ومشتى وملعب منأى
ونحو :مفعِل من غرس مغرِس، ويفرق بين الصيغتين قرينة الزمان او قرينة المكان فقولنا ( موعدنا الحديقة يختلف عن موعدنا عصرا )
وهما لا يرفعان الفاعل أو نائبه ولا ينصبان المفعول أوغيره
وأحيانا يضاف لصيغة اسم المكان تاء التأنيث لتأنيث المعنى مثل محطة
ويأتي فيهما القياس والسماع  مخالفا للقاعدة أحيانا ، فيخالف المسموع من مفعِل بكسر عين الفعل نحو مشرق ومغرب بكسر العين
ويصاغ اسم المكان من الجامد أحيانا على وزن مفعلة : كمزرعة ومبطخة ( أرض يكثر فيها البطيخ )سواء قل أو كثر
وللتفرقة بين المصدر الميمي واسمي الزمان والمكان في وزن الصيغة من الثلاثي : ( مفعِل أو مفعَل )
المشتقات الثلاث ؛ من الثلاثي معتل اللام مثل ( سعى ودعا ) على مفعَل
ويفرق بينهما القرينة ، وكذلك من الثلاثي الصحيح السالم الذي مضارعه مضموم العين أو مفتوحها  نحو : نظر وفتح نقول 0 منظر ومفتح
أما في حالة كسر عين الثلاثي الصحيح في المضارع مثل جلس يجلس
فتختلف صياغة المصدر الميمي عن اسمي الزمان والمكان فتكون في المصدر الميمي ( مفعَل) بفتح العين ، وفي الزمان والمكان ( مفعِل) بكسر العين
وفي حالة الثلاثي المثال مكسور العين في المضارع يحذف أوله مثل :
وعد يعد وتكون الصياغة على زون مفعل بكسر العين في الثلاثة وكذا الفعل المضعف بفتح العين في الثلاثة
5- اسم الآلة :
مشتق من المصدر الأصلي قياسا من الفعل الثلاثي والاسم الجامد  للحصول على معنى
يدل على الآلة التي حدث بها الفعل ، ولا بد أن يكون الفعل متصرفا  
  ( لازما كان الفعل أو متعديا )
وتأتي صياغته على أوزان ثلاثة : مِفْعَلـأتي  ، ومِفْعَال ، ومِفْعَلَة مثل :
مبرد ، ومنشار ، ومنقلة أو مثقبة
وزيدت صيغة رابعة هي ( فعَّالة ) كثلاجة وغسالة ، و( مُفعَلة ) مثل ( مكحلة ، ومدق على مفعل وهي أوزان شاذة ، وكذا ساقية
وحكم اسم الآلة أنه لا يعمل عمل فعله كاسمي الزمان والمكان
ويلاحظ اشتراك اسم الآلة مع صيغة المبالغة في وزن ( مفعال ) ويفرق بينهما القرائن اللفظية أو المعنوية في الأسلوب نحو :
الخشب الزان يختار له منشار قوي ليمزقه  (اسم آلة)
فلان ينتهز الفرص فهو جدير بأن يسمى منشارا ( صيغة مبالغة)
كما يقال للمذياع المسموع ( اسم آلة ) بينما يقال للمذيع نفسه ( مذياع)                                                                                                                                                                                                                                                                                
6- اسم التفضيل :
لفظ يدل على اشتراك أمرين معا في شيء معين ، وزاد أحدهما عن الآخر في هذا الشيء من دلالة اسم التفضيل في الكلام مثل :
الطائرة أسرع من القطار
فيكون أسلوب التفضيل مكونا من ثلاثة أشياء ( الأمر المفضل ثم اسم التفضيل ثم الأمر المفضل عليه ) في التركيب الطبيعي الكامل
وهنا اشتراك الطائرة والقطار في السرعة التي دل عليها اسم التفضيل
وزادت الطائرة عن القطار فيها
يأتي اسم التفضيل على وزن ( أفعل) وهو مشتق ، وهناك صيغ من الجامد مثل ( خير وشر ) ويدل على الدوام والاستمرار مثل الصفة المشبهة ، ويشترط لصياغة اسم التفضيل ما يشترط لصياغة أفعل التعجب من الشروط وهي :
الفعل الماضي الثلاثي ، المتصرف ، القابل للتفاضل والزيادة المبني للمعلوم التام المثبت والذي ليس الوصف منه للصفة المشبهة على أفعل فعلاء كأبيض بيضاء ، وفي حالة فقد شرط من هذه الشروط؛
فالجامد مثل :(شرّ) أو غير القابل للتفاضل نحو: مات وفني لا يجوز التفضيل منهما مباشرة أو غير مباشرة
ويصاغ من غير هذين الشرطين من فعل مستوف للشروط وليس من المصدر مباشرة صيغة أفعل ثم يليها مصدر غير المستوفي للشروط منصوبا على التمييز ؛ مثل ( البنت أكثر تعاونا لأمها من الولد )
وكذا يستعان بفعل مناسب قبل المخالف للشروط فيصاغ اسم التفضيل ثم يأتي المصدر الصريح أو المؤول مثل :
ورق الليمون أشد خضرة من ورق القصب ، المماطل أكثر ألا يدفع الدين من الأمين . فقد استخدم المصدر الصريح ومرة المصدر المؤول.
أقسام اسم التفضيل ثلاثة :
أن يستخدم مجردا من أل والإضافة
أن يقترن بال
أن يكون مضافا
أمثلة : وإني رأيت الضُّر أحسن منظرا من مرأى صغير به كبر
زارت الرحلة الهرم الأكبر ، وحديقة الحيوان الكبرى بالقاهرة
وأحسن وجه في الورى وجه محسن وأيمن كف فيهمو كف منعم
وأحب أوطان البلاد إلى الفتى أرض ينال بها كريم المطلب
ومن أحكامه النحوية :
إذا كان اسم التفضيل مجردا من أل والإضافة وجب إفراده وتذكيره ودخول من الجارة على المفضول أو المفضل عليه وعدم الفصل بينهما
والمقترن بأل يطابق المفضل قبله ولا يأتي المفضل عليه ولا من بعده
والمضاف لا تأتي من الجارة بعده ويفرد ويذكر إن كان مضافا لنكرة
وإن أضيف إلى معرفة جازت المطابقة وعدمها
عمله الإعرابي:
واسم التفضيل يرفع الضمير المستتر بعده مثل : العظيم أنبل نفسا
ويرفع الضمير البارز أحيانا مثل : مررت بزميل أفضل منه أنت
ويجر المفضل عليه النكرة أو المعرفة مثل :
أكبر شارع في المدينة ، وأوسع الشوارع قاطبة
وقد يأتي حرف الجر (اللام)معه أمام المفضول مثل : الشرقي أحب للدين من الغربي
ويعمل النصب في المفعول لأجله والظرف والحال وبقية المنصوبات فتكون معمولة له إلا المفعول به والمطلق والمفعول معه
7- الصفة المشبهة :
اسم مشتق يحمل في دلالاته معنى مجردا ؛ يسمى الوصف ، أو الصفة
كما في ( جميل ) وهو الجمال ، وشخصا أو شيئا يلتصق بهذا المعنى ،
أو الموصوف بالصفة المعنوية ، وثبوت المعنى لصاحبه في كل الأزمنة
وملازمته وعدم حدوث الصفة لدوام لصوقها بصاحبها
ويقصد المتحدث أو المستخدم للصفة المشبهة كل المعاني السابقة ، كما في قول L أبيض) ، وحلو ، وحسنٌ ، فثبوت الصفة عامٌ لصاحبها
أنواعها وصياغتها :
الصفة الأصيلة الثابتة دوما لصاحبها وهي قياسية من مصدر الفعل الثلاثي اللازم المتصرف فمن الجمال نقول ( جميل ) ومن القبح ( قبيح)
وأوزانها ( فعِل كمرح وفرح ) أو وزن ( فعلان كظمآن وريان ) أو وزن (فعال مثل حصان وجبان ، أو وزن (فاعل كماء طاهر )وهناك صيغ سماعية كثيرة
والصفة الملحقة بالأصيل دون تأويل وهي ما كان بوزن اسم الفاعل أو المفعول بدلالة ثبوت عام دائم بقرينة مثل : كريم بمعنى كارم لثبوت الصفة ، عابد طائع بمعنى مطيع ، ومرتفع الجبهة بمعنى مرفوع
وقسم الصفة المشبهة الجامد المؤول بالمشتق  وهو مثل سابقيه قياسي
مثل : تناولنا شرابا عسلا طعمه ، وفيه ثلاثة أوجه إعرابية ؛ تبين عمل الصفة المشبهة ، الرفع عسلا طعمُهُ ، وعسلا طعما على التمييز ، وعسل الطعمِ على الإضافة
وهناك تفريعات كثيرة ذكرها النحاة في كتب النحو المتعددة كالنحو الوافي والنحو الواضح وغيرهما يمكن للدارس الرجوع إلى باب كل مشتق لمعرفة تلك التفصيلات الفرعية .
والله ولي التوفيق .

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

حديث عن المصادر القياسية والسماعية في اللغة العربية


معنى المصدر:
هو ما يدل على معنى مجرد غير ملموس ،
ليس مبدوءًا بميم زائدة ،
ولا مختوما بياء مشددة زائدة ، بعدها تاء تأنيث مربوطة ؛ مثل :
عِلْمٌ ، وتقَدُّمٌ ، واستجابة ، وفضل ، وصلاح ....إلخ 
يقول أحمد شوقي مخاطبا رجال الصحف الوطنية :
حمدنا بلاءكمُ في النضال = وأمس حمدنا بلاء السلف
ومن نسي الفضل للسابقين = فما عرف الفضل فيما عرف
أليس إليهم صلاح البناء = إذا ما الأساس سما بالغرف؟

والمصدر الأصلي الصريح هو أصل المشتقات كما يعرف عند النحويين والصرفيين عموما 
بمعنى أن أي تكوين للكلمات من حروف المصدر الصريح قديما أو حديثا ؛ ترجع في أصلها إليه فهو أصل لكل مركب منه 
مع الأخذ في الاعتبار أن المشتقات الكثيرة الواردة عن العرب لا دليل معها على الأصل الذي تفرعت عنه 
( وهذا يدل على نمو اللغة وتطورها حسب الاستعمال لكل عصر )
وتنقسم المصادر إلى :
مصدر أصلي صريح ، ومؤول ،
ومصدر ميمي ، ومصدر صناعي ( وكلها قياسية )
أمثلة للأول ( الصريح الأصلي ) يقول الشاعر الأستاذ حامد العزازمة في قصيدته الأخيرة بعنوان ( في نسيم الذكرى):
شفاءُ الروحِ همسُكِ حين يجلو
عن القلبِ الملالةَ والكلالا
وما أنا يائسٌ من لطفِ ربي
فإنّ العمرَ يسرقُ أمنياتي
ويغتالُ المسرّاتِ اغتيالا

وأمثلة الميمي : مضيعة ، مجلبة ، مطلب ــ بمعنى ؛ طلب ، ضياع ، و جَلْب ؛ ومن نماذج الكلام فيه
قول الحكيم :
( ينبغي للعاقل إذا عجز عن إدراك مطلبه ، إلا يسرف في الهم ، فذلك مضيعة للحزم ، و مجلبة لليأس ، وإذا ضاع الحزم ، وأقبل اليأس ، فرت فرص النجاح ، وساءت الحياة ) 

ويزيد الميمي عن أنه قياسي أنه يلازم الإفراد ولا يعد من المشتقات بمعنى أنه جامد على صيغته
وعن المصدر الصناعي : فهو يشمل الجامد والمشتق والاسم وغير الاسم ويزاد في آخره حرفا الياء المشددة والتاء الزائدة للتأنيث فيصبح اسما دالا على معنى مجرد لم يكن يدل عليه قبل الزيادة نحو: 
إنسان ، فهو اسم معناه الأصلي يدل على حيوان ناطق فبزيادة علامة المصدر الصناعي يصبح ( إنسانية ) فتصير معنى مجردا يشمل مجموعة الصفات المختصة بالإنسان كالحلم والشفقة والرحمة والمعاونة ....وكذلك ( الأسدية والوطنية والتقدمية والحزبية والوحشية ) من الجامد والمشتق .
والحديث عن الجامد والمشتق ضروري لتوضيح حديثنا عن المصدر
فكل اسم لم يؤخذ من غيره ووضع على صورته الحالية ابتداءً مثل :
شجرة ، وقلم ، وحجر ، وأسد فهو جامد
يدل على اسم ذات مجسم محسوس ، وما يشبه ذلك من أسماء الأجناس المحسوسة 
ومن الجامد أيضا ( اسم المعنى المجرد نحو : فَهْمٌ ، وسماحة ، وذكاءٌ
فهو يدل على معنى عقلي محض لا يقع في دائرة المحسوس.
أما المشتق : فهو ما أخذ من غيره بعكس الجامد أي له أصل ينسب إليه ، ويتفرع منه ويقارب المعنى الأصلي ويشاركه في الحروف الأصلية 
يدل على معنى وذات تتصل بوجه من الوجوه بمعناه مثل ؛
( اسم الفاعل ، واسم المفعول ، واسم الزمان، واسم المكان،واسم الآلة وأفعل التفضيل ، والصفة المشبهة (من المشتقات السبعة المعروفة )
ويضاف إليها أزمنة الفعل ( الماضي والمضارع والأمر ) 
وعن الجامد والمشتق نضرب مثلا بقول الشاعر :
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم = لم يبن ملك على جهل وإقلال

مصادر الأفعال الثلاثية :
الثلاثي الصحيح السالم ( أي ليس به حرف علة ولا همزة )مثل:خرج
الثلاثي المثال ( وهو ما أوله حرف علة )مثل :وجد ، يئس ، يمَّ ، يبس 
الثلاثي الأجوف ( وهو ما وسطه حرف علة )مثل : باع ومضارعه يبيع ، وصام ومضارعه يصوم 
الثلاثي المهموز ( وهو ما كان أوله أو وسطه أو آخره حرف علة)مثل l أكل ، سأل ، قرأ )
الثلاثي اللفيف المفروق وهو ما كان أوله وآخره حرف علة مثل وقى
الثلاثي المضعف : مثل ( شدّ ، ومدّ ، ولفّ )
الثلاثي الناقص ( وهو ما كان آخره حرف علة ) رَضِيَ ، مشى ، سما
ومصادر هذه الأفعال سماعية ليس لها قاعدة ضابطة للقياس عليها 
إلا أن بعض اللغويين والنحاة أرادوا أن يضعوا ضابطا لبعضها فقالوا:
كل فعل دلَّ على حرفة مصدره يكون على وزن (فعالة )( تجر تجارة)
كل فعل دل على امتناع ،،،،،،،،،،،،وزن (فعال ) أبى إباء جمح جماح
كل فعل ،،،،،،اضطراب ،،،،،،،،،،،،،( فَعَلان ) على غليان هيجان 
كل فعل ،،،،،،داء ،،،،،،،،،،،،،،،،( فُعَال ) صدع صداع وزكام ودوار
كل فعل ،،،،،،سير ،،،،،،،،،،،،( فعيل ) رحل رحيل ذمل ذميل 
كل فعل ،،،،،،صوت ،،،،،،،،،(فُعال أو فعيل ) كصراخ وزئير وهديل 
كل فعل ،،،،لون ،،،،،،،،،( فُعْلة ) زرقة وحمرة وخضرة 
وفي غير ذلك فالغالب في مصادر الثلاثي له ضوابط يشذ عنها أفعال كثيرة نتعامل معها بالشائع المشهور في كلام العرب ، وكل ما جاء من حروف اللغة لمصدر منها فهو عربي ما دام مستعملا عند القدماء أو المحدثين 
وترجع ضوابط المصادر الثلاثية من غير المحدد سابقا إلى ضبط وتشكيل صيغة الفعل نفسه 
( ففي وزن فَعُلَ يكون المصدر فعولة أو فعالة كسهولة ونباهة ) 
وفي وزن فَعِل يكون المصدر فَعَل من اللازم مثل فرح فرحا وعطش عطشا وهكذا ، 
وفي وزن فَعَلَ ،،،،،، فعول من اللازم مثل قعود وخروج ونهوض
ومصدر الثلاثي المتعدي من وزن ( فَعِلَ و فَعَلَ ) يأتي المصدر على وزن ( فَعْل) نحو : فهم ونصر 
يقول ابن مالك في مصادر الثلاثي مفتوح العين :
وفَعَلَ اللازم مثلُ قعدا = له فعول باطراد كغدا ( غُدُوَّ)
ما لم يكن مستوجبا فِعَالا = أو فعلان فادر أو فُعالا
وما أتى مخالفا لما مضى = فبابه النقل كسُخْط ورضا

أما مصادر الرباعي فالفعل منها كما يلي :ومصادرها قياسية
ما وزنه ( أفعل ) وزن مصدره ( إفعال ) أكرم إكرام
ما وزنه ( فعّل ) وزن مصدره ( تفعيل ) قدّم تقديم ــ لاحظ المعتل ـ
ما وزنه ( فاعل ) ،،،،،،،،،،،( فِعَال أو مفاعلة ) قتال ومقاتلة من قاتل
ما وزنه ( فعلل ) ،،،،،،،،،،،( فعللة ) دحرج دحرجة طمأن طمأنة ، كما يجيء أيضا على وزن ( فِعلال )مثل l وسوس وسواس 
وعن مصادر الخماسي والسداسي فهي أيضا قياسية :
يكون المصدر منها بوزن الفعل الماضي مع كسر ثالثه وزيادة ألف قبل آخره إن كان مبدوءًا بهمزة وصلمثل : انطلق ، استخرج (انطلاق واستخراج )
ويكون بضم ما قبل آخره فقط إذا كان مبدوءا بتاء زائدة كتقدم تقدما 
وهناك ما كان الفعل عينه ألفا يكون في المصدر منه تعويضا بالتاء في آخره مثل : استقام استقامة .............. 
التطبيق من أدبيات الكتاب والمبدعين العرب في الملتقى :
يقول الأديب زياد هديب 
في قصيدته ( دقات انتظار ) تستفِزُّكَ الصرخَةُ النّائمَةُ في فمك
فتتثاءبُ استدراكاً
تُنيبُ جهلَكَ عن ضعفِك
وتقول الأديبة وفاء عرب في قصيدتها ( الآن عرفت )
الآنَ عرفتُ سِرَّ جوعِ الأرضِ لدماءِ ذلكَ التاريخِ من أولِ الفجرِ حتى آخرِ الحلمِ الوحيدِ 
وتقول الأديبة نجلاء الرسول في قصيدتها ( العربة ) في :
عربة التسوق التي ظننت أني أدفعها..... أن أبدل حاستي بتلك الزرقة التي تتوحش في الليل ..... شيء ما يقتفي شحوبك البدائي
ويقول الأديب محمد مثقال الحضور : لِأَنـنا صدَّقنا أَنَّ الماءَ يعشقُ السقوطَ . . والاستواء لم نتمكن منرؤية الـتَـبَخُّـرِ . . ولم نفهمْ طريقةَ المطرِ في انتقاءِ المكان !
ويقول د. محمد الأسطل :
يا ( كوكبـيان هب أنّكَ طلقتان 
كيف لي أن أعمِّدَ الرّعشةَ في يدي
كيف لي أن أشهقَ ذاكرة الزِّناد
==================