الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

حديث عن المصادر القياسية والسماعية في اللغة العربية


معنى المصدر:
هو ما يدل على معنى مجرد غير ملموس ،
ليس مبدوءًا بميم زائدة ،
ولا مختوما بياء مشددة زائدة ، بعدها تاء تأنيث مربوطة ؛ مثل :
عِلْمٌ ، وتقَدُّمٌ ، واستجابة ، وفضل ، وصلاح ....إلخ 
يقول أحمد شوقي مخاطبا رجال الصحف الوطنية :
حمدنا بلاءكمُ في النضال = وأمس حمدنا بلاء السلف
ومن نسي الفضل للسابقين = فما عرف الفضل فيما عرف
أليس إليهم صلاح البناء = إذا ما الأساس سما بالغرف؟

والمصدر الأصلي الصريح هو أصل المشتقات كما يعرف عند النحويين والصرفيين عموما 
بمعنى أن أي تكوين للكلمات من حروف المصدر الصريح قديما أو حديثا ؛ ترجع في أصلها إليه فهو أصل لكل مركب منه 
مع الأخذ في الاعتبار أن المشتقات الكثيرة الواردة عن العرب لا دليل معها على الأصل الذي تفرعت عنه 
( وهذا يدل على نمو اللغة وتطورها حسب الاستعمال لكل عصر )
وتنقسم المصادر إلى :
مصدر أصلي صريح ، ومؤول ،
ومصدر ميمي ، ومصدر صناعي ( وكلها قياسية )
أمثلة للأول ( الصريح الأصلي ) يقول الشاعر الأستاذ حامد العزازمة في قصيدته الأخيرة بعنوان ( في نسيم الذكرى):
شفاءُ الروحِ همسُكِ حين يجلو
عن القلبِ الملالةَ والكلالا
وما أنا يائسٌ من لطفِ ربي
فإنّ العمرَ يسرقُ أمنياتي
ويغتالُ المسرّاتِ اغتيالا

وأمثلة الميمي : مضيعة ، مجلبة ، مطلب ــ بمعنى ؛ طلب ، ضياع ، و جَلْب ؛ ومن نماذج الكلام فيه
قول الحكيم :
( ينبغي للعاقل إذا عجز عن إدراك مطلبه ، إلا يسرف في الهم ، فذلك مضيعة للحزم ، و مجلبة لليأس ، وإذا ضاع الحزم ، وأقبل اليأس ، فرت فرص النجاح ، وساءت الحياة ) 

ويزيد الميمي عن أنه قياسي أنه يلازم الإفراد ولا يعد من المشتقات بمعنى أنه جامد على صيغته
وعن المصدر الصناعي : فهو يشمل الجامد والمشتق والاسم وغير الاسم ويزاد في آخره حرفا الياء المشددة والتاء الزائدة للتأنيث فيصبح اسما دالا على معنى مجرد لم يكن يدل عليه قبل الزيادة نحو: 
إنسان ، فهو اسم معناه الأصلي يدل على حيوان ناطق فبزيادة علامة المصدر الصناعي يصبح ( إنسانية ) فتصير معنى مجردا يشمل مجموعة الصفات المختصة بالإنسان كالحلم والشفقة والرحمة والمعاونة ....وكذلك ( الأسدية والوطنية والتقدمية والحزبية والوحشية ) من الجامد والمشتق .
والحديث عن الجامد والمشتق ضروري لتوضيح حديثنا عن المصدر
فكل اسم لم يؤخذ من غيره ووضع على صورته الحالية ابتداءً مثل :
شجرة ، وقلم ، وحجر ، وأسد فهو جامد
يدل على اسم ذات مجسم محسوس ، وما يشبه ذلك من أسماء الأجناس المحسوسة 
ومن الجامد أيضا ( اسم المعنى المجرد نحو : فَهْمٌ ، وسماحة ، وذكاءٌ
فهو يدل على معنى عقلي محض لا يقع في دائرة المحسوس.
أما المشتق : فهو ما أخذ من غيره بعكس الجامد أي له أصل ينسب إليه ، ويتفرع منه ويقارب المعنى الأصلي ويشاركه في الحروف الأصلية 
يدل على معنى وذات تتصل بوجه من الوجوه بمعناه مثل ؛
( اسم الفاعل ، واسم المفعول ، واسم الزمان، واسم المكان،واسم الآلة وأفعل التفضيل ، والصفة المشبهة (من المشتقات السبعة المعروفة )
ويضاف إليها أزمنة الفعل ( الماضي والمضارع والأمر ) 
وعن الجامد والمشتق نضرب مثلا بقول الشاعر :
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم = لم يبن ملك على جهل وإقلال

مصادر الأفعال الثلاثية :
الثلاثي الصحيح السالم ( أي ليس به حرف علة ولا همزة )مثل:خرج
الثلاثي المثال ( وهو ما أوله حرف علة )مثل :وجد ، يئس ، يمَّ ، يبس 
الثلاثي الأجوف ( وهو ما وسطه حرف علة )مثل : باع ومضارعه يبيع ، وصام ومضارعه يصوم 
الثلاثي المهموز ( وهو ما كان أوله أو وسطه أو آخره حرف علة)مثل l أكل ، سأل ، قرأ )
الثلاثي اللفيف المفروق وهو ما كان أوله وآخره حرف علة مثل وقى
الثلاثي المضعف : مثل ( شدّ ، ومدّ ، ولفّ )
الثلاثي الناقص ( وهو ما كان آخره حرف علة ) رَضِيَ ، مشى ، سما
ومصادر هذه الأفعال سماعية ليس لها قاعدة ضابطة للقياس عليها 
إلا أن بعض اللغويين والنحاة أرادوا أن يضعوا ضابطا لبعضها فقالوا:
كل فعل دلَّ على حرفة مصدره يكون على وزن (فعالة )( تجر تجارة)
كل فعل دل على امتناع ،،،،،،،،،،،،وزن (فعال ) أبى إباء جمح جماح
كل فعل ،،،،،،اضطراب ،،،،،،،،،،،،،( فَعَلان ) على غليان هيجان 
كل فعل ،،،،،،داء ،،،،،،،،،،،،،،،،( فُعَال ) صدع صداع وزكام ودوار
كل فعل ،،،،،،سير ،،،،،،،،،،،،( فعيل ) رحل رحيل ذمل ذميل 
كل فعل ،،،،،،صوت ،،،،،،،،،(فُعال أو فعيل ) كصراخ وزئير وهديل 
كل فعل ،،،،لون ،،،،،،،،،( فُعْلة ) زرقة وحمرة وخضرة 
وفي غير ذلك فالغالب في مصادر الثلاثي له ضوابط يشذ عنها أفعال كثيرة نتعامل معها بالشائع المشهور في كلام العرب ، وكل ما جاء من حروف اللغة لمصدر منها فهو عربي ما دام مستعملا عند القدماء أو المحدثين 
وترجع ضوابط المصادر الثلاثية من غير المحدد سابقا إلى ضبط وتشكيل صيغة الفعل نفسه 
( ففي وزن فَعُلَ يكون المصدر فعولة أو فعالة كسهولة ونباهة ) 
وفي وزن فَعِل يكون المصدر فَعَل من اللازم مثل فرح فرحا وعطش عطشا وهكذا ، 
وفي وزن فَعَلَ ،،،،،، فعول من اللازم مثل قعود وخروج ونهوض
ومصدر الثلاثي المتعدي من وزن ( فَعِلَ و فَعَلَ ) يأتي المصدر على وزن ( فَعْل) نحو : فهم ونصر 
يقول ابن مالك في مصادر الثلاثي مفتوح العين :
وفَعَلَ اللازم مثلُ قعدا = له فعول باطراد كغدا ( غُدُوَّ)
ما لم يكن مستوجبا فِعَالا = أو فعلان فادر أو فُعالا
وما أتى مخالفا لما مضى = فبابه النقل كسُخْط ورضا

أما مصادر الرباعي فالفعل منها كما يلي :ومصادرها قياسية
ما وزنه ( أفعل ) وزن مصدره ( إفعال ) أكرم إكرام
ما وزنه ( فعّل ) وزن مصدره ( تفعيل ) قدّم تقديم ــ لاحظ المعتل ـ
ما وزنه ( فاعل ) ،،،،،،،،،،،( فِعَال أو مفاعلة ) قتال ومقاتلة من قاتل
ما وزنه ( فعلل ) ،،،،،،،،،،،( فعللة ) دحرج دحرجة طمأن طمأنة ، كما يجيء أيضا على وزن ( فِعلال )مثل l وسوس وسواس 
وعن مصادر الخماسي والسداسي فهي أيضا قياسية :
يكون المصدر منها بوزن الفعل الماضي مع كسر ثالثه وزيادة ألف قبل آخره إن كان مبدوءًا بهمزة وصلمثل : انطلق ، استخرج (انطلاق واستخراج )
ويكون بضم ما قبل آخره فقط إذا كان مبدوءا بتاء زائدة كتقدم تقدما 
وهناك ما كان الفعل عينه ألفا يكون في المصدر منه تعويضا بالتاء في آخره مثل : استقام استقامة .............. 
التطبيق من أدبيات الكتاب والمبدعين العرب في الملتقى :
يقول الأديب زياد هديب 
في قصيدته ( دقات انتظار ) تستفِزُّكَ الصرخَةُ النّائمَةُ في فمك
فتتثاءبُ استدراكاً
تُنيبُ جهلَكَ عن ضعفِك
وتقول الأديبة وفاء عرب في قصيدتها ( الآن عرفت )
الآنَ عرفتُ سِرَّ جوعِ الأرضِ لدماءِ ذلكَ التاريخِ من أولِ الفجرِ حتى آخرِ الحلمِ الوحيدِ 
وتقول الأديبة نجلاء الرسول في قصيدتها ( العربة ) في :
عربة التسوق التي ظننت أني أدفعها..... أن أبدل حاستي بتلك الزرقة التي تتوحش في الليل ..... شيء ما يقتفي شحوبك البدائي
ويقول الأديب محمد مثقال الحضور : لِأَنـنا صدَّقنا أَنَّ الماءَ يعشقُ السقوطَ . . والاستواء لم نتمكن منرؤية الـتَـبَخُّـرِ . . ولم نفهمْ طريقةَ المطرِ في انتقاءِ المكان !
ويقول د. محمد الأسطل :
يا ( كوكبـيان هب أنّكَ طلقتان 
كيف لي أن أعمِّدَ الرّعشةَ في يدي
كيف لي أن أشهقَ ذاكرة الزِّناد
==================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق