بلاغة آية :
======
======
( قل هو الله أحد )
إن بلاغة البيان القرآني في استخدام لفظة أحد , مع الكلام المثبت قبلها , يأتي متحديا ومعجزا لما تعارف عليه العرب في كلامهم البليغ , حيث إنهم يستعملون ( أحد ) بعد الكلام المنفي , و ( واحد ) بعد الإثبات .
فيقولون مثلا : في الدار واحد .
ويقولون : مافي الدار أحد .
ولقد جاء القرآن الكريم بالصيغتين ببلاغة معجزة لا تضاهيها بلاغة بشرية .
في قوله تعالى ( وإلهكم إله واحد ) سبق لفظ ( واحد ) بكلام مثبت .
وكذا في قوله تعالى ( الواحد القهار )
وفيما يسبقه كلام منفي قال سبحانه وتعالى :( لانفرق بين أحد منهم )
وقال أيضا :(يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن )
وقال جل وعلا : ( فما منكم من أحد عنه حاجزين ) .
وجاء في تفسير ابن عباس وأبو عبيدة رضي الله عنهما : أنه لافرق بين ( الواحد والأحد ) في المعنى .
ويؤيد قوله بآية سورة الكهف : ( فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة )
ومن بلاغة الآية الكريمة ( قل هو الله أحد )
أن الله تعالى اختار وعدل بحكمته في قوله ( أحد ) لرعاية مقابلة ( الصمد ) في الآية التي تليها ( الله الصمد )
حتى يتمشى مع قوله في آية أخرى من القرآن الكريم :
( ولقد يسرنا القرآن للذكر ..)
حتى وإن غلب استعمال ( أحد ) فيما سبق بنفي , في غير تلك الآية الكريمة أو في كلام العرب الغالب .
فسبحان من هذا كلامه , وقد يسر حفظه وفهمه ونبض قلوب المؤمنين به .
إن الجنة لتُبَخَّر وتُزين من الحول إلأى الحول لدخول شهر رمضان ، فإذا كان أول ليلة من رمضان هبَّتْ ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة ، فتصفق ورق أشجار الجنة ، وحلق المصاريع ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه ن فتبرز الحور العين حتى يقمن على شُرَفِ الجنة فينادين هل من خاطبإلى الله تعالى فيزوجه الله سبحانه وتعالى منا ؟ ثم يقلنَ: يا رضوان اماهذه الليلة ؟ فيجيبهن بالتلبية فيقول ياخيرات حسان هذه أول ليلة من شهر رمضان ، ويقول الله : يارضوان افتح أبواب الجنان للصائمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقول : يا مالك أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقول : يا جبريل اهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين وغلهم بالأغلال ، ثم اقذفهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا على أمة حبيبي محمد صيامهم ، فيقول الله تعالىة في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرات : هل من سائل فأعطيهُ سؤلهُ ؟ هل من تائبٍ فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له ، ثم ينادى من يقرض الملي غير المعدوم الوفي غير الظلوم ، وإن لله تعالى في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا العذاب ، فإذا كان يوم الجمعة وليلة الجمعة أعتق في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا العذاب ، فإذا كان لإي آخر يوم من رمضان أعتق في ذلك اليوم بعدد من أُعْتِقَ من أول الشهر إلى آخره ، فإذا كانت ليلة القدر يأمر الله تعالى جبريل فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض ومعه لواء أخضر فيركزه على ظهر الكعبة ، وله ستمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب فيبعث جبريل الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصلٍ وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر نادى جبريل عليه السلام : يا معشر الملائكة الرحيل الرحيل ، فيقولون يا جبريل ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟: فيقول : إن الله تعالى نظر إليهم وعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة ؛ فقالوا : ومن هم هؤلاء الأربعة يا جبريل : قال : مدمن خمر ، وعاق لوالديه ، وقاطع رحم ، ومشاحن ، قيل يا رسول الله : ومن المشاحن ؟ قال : هو المصارم يعني الذي لا يكلم أخاه فوق ثلاثة أيام فإذا كانت ليلة الفطر سميت تلك الليلة ليلة الجائزة ، فإذا كانت غداة الفطر يبعث الملائكة في كل البلاد فيهبطون إلى الأرض فيقومون على أفواه السكك فينادون بصوت يسمعه جميع ما خلق الله تعالى إلا الجن والإنس . فيقولون : يا أمة محمد اخرجوا إلى ربٍ كريم يعطي الجزيل ويفغر الذنب العظيم ، فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله جل جلاله لملائكته ك يا ملائكتبي ماجزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ فتقول الملائكة : إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيَهُ أجره ، فيقول الله تعالى : فإني أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم في صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي ومغفرتي فيقول الله تعالى : يا عبادي سلوني فوعزتي زجلالي لا تسألوني اليوم شيئا لدينكم ودنياكم إلا أعطيتكم إياه )