الأحد، 26 أغسطس 2012

رؤية لغوية في معنى لفظة قرآنية

رؤية لغوية في معنى لفظة قرآنية

من إعجاز كتاب الله تعالى في اختيار ألفاظ وحروف أياته وسوره البلغية

ما لحظته في تلاوتي المتأنية لسورة البقرة أكبر سور القرآن الكريم

أن وسط آيات وكلمات هذه السورة العظيمة

جاءت لفظة ( وسطا )

في الآية الكريمة رقم (143):

التي ذكرت لفظة ( وسطا ) وصفا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم . فما أجمل الوسطية في الأمور كلها!!

يقول سبحانه في الآية (  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا )143

يقول الطبري في تفسيرها :

 القول في تأويل قوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا

 (قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله:  « الوسَط » ،

 فإنه في كلام العرب الخيارُ.

 يقال منه: « فلان وَسَطُ الحسب في قومه » ، أي متوسط الحسب, إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه,

 و « هو وَسَطٌ في قومه، وواسطٌ » ، 

وقال زُهير بن أبي سُلمى في « الوسط » : 

هُـمُ وَسَـطٌ تَـرْضَى الأنـامُ بِحُكْمِهِمْ = إذَا نـزلَتْ إحْـدَى الليَـالِي بِمُعْظَــمِ 

قال أبو جعفر: « الوسط » في هذا الموضع، هو « الوسط » الذي بمعنى: الجزءُ الذي هو بين الطرفين, مثل « وسَط الدار ». 

وأرى أن الله تعالى ذكره إنما وصفهم بأنهم « وسَط » ، لتوسطهم في الدين،

 فلا هُم أهل غُلوٍّ فيه، غلوَّ النصارى الذين غلوا بالترهب، وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه

 - ولا هُم أهلُ تقصير فيه، تقصيرَ اليهود الذين بدَّلوا كتابَ الله، وقتلوا أنبياءَهم، وكذبوا على ربهم، وكفروا به؛

 ولكن أمة الإسلام أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ؛هم أهل توسط واعتدال فيه.

 فوصفهم الله بذلك, إذ كان أحبَّ الأمور إلى الله أوْسطُها. 

وأما التأويل، فإنه جاء بأن « الوسط » العدلُ.

 وذلك معنى الخيار، لأن الخيارَ من الناس عُدولهم. 

ذكر من قال: « الوسطُ » العدلُ. 

حدثنا سَلْم بن جُنادة ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا حفص بن غياث, عن الأعمش, عن أبي صالح، عن أبي سعيد, عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: « وكذلك جَعلناكم أمة وَسَطًا » قال، عُدولا. عدولا

ويقول ابن كثير:وقوله تعالى: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)

 يقول تعالى:إنما حَوّلناكم إلى قبلة إبراهيم، عليه السلام، واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأمم ،

 لتكونوا يوم القيامة شُهَداء على الأمم؛ لأن الجميع معترفون لكم بالفضل.

 والوسط ها هنا:الخيار والأجود، 

كما يقال:قريش أوسطُ العرب نسباً وداراً، أي: خيرها.

وفي تفسير الجلالين :  ( أمة وسطا ) أي : (  خياراً عدولاً )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق