بسم الله الرحمن الرحيم
( فن المجاز في علم البيان )
لقاء الاثنين 24 سبتمبر في الصالون الصوتي مع اللغة العربية
تحت عنوان :( فن المجاز في البيان وعلاقاته البلاغية في الأسلوب )
( فن المجاز في علم البيان )
لقاء الاثنين 24 سبتمبر في الصالون الصوتي مع اللغة العربية
تحت عنوان :( فن المجاز في البيان وعلاقاته البلاغية في الأسلوب )
1- محاور
الحديث في هذا اللقاء
2- مفهوم المجاز وتعريفاته
3- الفرق بينه وبين الحقيقة
4- قيود استخدام هذا الفن في الأسلوب
5- أقسام المجاز البلاغي
6-علاقات المجاز المرسل البلاغية
7- تطبيقات أدبية ومناقشات
1- مفاهيم وتعريفات المجاز :2- مفهوم المجاز وتعريفاته
3- الفرق بينه وبين الحقيقة
4- قيود استخدام هذا الفن في الأسلوب
5- أقسام المجاز البلاغي
6-علاقات المجاز المرسل البلاغية
7- تطبيقات أدبية ومناقشات
* المجاز من الناحية اللغوية للكلمة جاء من مادة ( الجيم والواو والزاي ) وتقول المعاجم عنه:
سارَ فيه، وخَلَّفَهُ، وأجازَ غيرَهُ وجاوَزَهُ.( القاموس المحيط )
وأجازَ له: سَوَّغَ له، وفي الرأي ؛أنفذه ، وفي الموضع : خلَّفَهُ ،
وتجَوَّزَ في هذا: احْتَمَلَهُ، وأَغْمَضَ فيه،
وأجاز في الصلاةِ: خَفَّفَ،
وأجاز في كلامهِ: تَكَلَّمَ بالمَجازِ.
والمَجازُ: الطريقُ إذا قُطِعَ من أحد جانِبَيْهِ إلى الآخَرِ، وهو خِلافُ الحقيقةِ،
والإِجازَةُ في الشعر: مُخَالَفَةُ حَرَكَاتِ الحَرْفِ الذي يَلِي حَرْفَ الروِيِّ،
أو كونُ القافِيَةِ طاءً والأخْرَى دالاً ونحوُهُ، أو أنْ تُتِمَّ مِصْرَاعَ غَيْرِكَ.
وذو المَجَازِ: سُوقٌ كانَتْ للعرب، على فَرْسَخٍ من عَرَفَةَ بِنَاحِيَةِ كَبْكَبٍ.
قال امرؤ القيس:
فلما أَجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ، وانْتَحى =بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي قفافٍ عَقَنْقَلِ
و الخبت ما اتسع من الأرض ، و القفاف المتسعة وبها رياض ،و العقنقل المتداخلة الرمل.
والمجاز قولهم خَشِيت بمعنى عَلِمت.
قال الشاعر:
ولقد خَشِيت بأنَّ مَن تَبِعَ الهُدى = سكَنَ الجِنَانَ مع النبيِّ محمدِ
؛(أي علمتُ )
* وأما في علم الصرف ؛ فالمجاز مصدر ميمي بمعنى : الانتقال
أي ؛ نقل معنى أو معان إلى الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في الحقيقة
بوجود مناسبة حاصلة بين المعنى الأصلي والمعنى الذي نقلت إليه للاستخدام
وقيل : اسم مكان بمعنى الطريق على سبيل التصور لوجود المناسبة بين
المنقول منه والمنقول إليه في كلمة المجاز فكلاهما طريق يتم فيه النقل( الطريق والمجاز)
والتعريف بأنها مصدر ميمي أفضل عندي .
لأن هذا يرجح التقابل بينها وبين الحقيقة فالمجاز بخلافها ، والتفسير الثاني يفوت هذا المعنى
* مفهوم المجاز الأدبي :
ويسمى هذا الفن في علم البلاغة ؛
بالمجاز المرسل :
وهو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في التخاطب
مع وجود قرينة للعلاقة مانعة من استخدام المعنى الأصلي للفظ المنقول
2- الفرق بين المجاز والحقيقة :
الحقيقة تنسب في التقسيم للواضع ، والمجاز ينسب لاصطلاح المستعمل
(كأسد) للحيوان المفترس ،(وصلاة) للأقوال والأفعال ، (ودابة ) لذوات الأربع ،( وفِعْلٌ )للماضي والمضارع والأمر .
هذا بالنسبة للواضع اللغوي لكلمات اللغة في الحقيقة
أما أمثلة المجازبالنسبة لاصطلاح المستعمل في البلاغة نحو: ؛ (أسد) للرجل الشجاع ، (وصلاة) للدعاء من الشرعي ،
(ودابة) للإنسان ، (وفِعْل) للحدث ......وهكذا
فيشترط لكل مجاز أن تكون له حقيقة يصح استعمالها ؛ فالأمور تتضح بأضدادها ،
والحقيقة هي الكلمة المستعملة في المعنى الذي وضعت له في اصطلاح التخاطب من حيث الواضع
فالحقيقةُ في اللغة: ما أُقِرّ في الاستعمال على أصل وضْعِه،
والمَجازُ ما كان بضد ذلك،
وإنما يقع المجاز ويُعدَلُ إليه عن الحقيقة لمعانٍ ثلاثة:
وهي الاتساع والتوكيد والتشبيه،
فإن عُدِم هذه الأوصافُ كانت الحقيقة البتَّةَ،
قال عامر بن الطفيل:
لقد عَلِمَتْ عَليْنا هَوازِنَ أَنَّني =أَنا الفارِسُ الحامي حَقِيقةَ جَعْفَرِ
قال أَبو عبيدة في كتاب المجاز في سورة الفرقان عند قوله عز وجل:
( و أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بالساعةِ سَعيراً؛ )
فالسعيرُ مُذَكَّر ثم أَنَّثه فقال: (إذا رَأتْهُم من مكانٍ بَعيدٍ سَمِعُوا لها تغيظا وزفيرا )
فهذا من باب المجاز، ومنه قول أَبي بكر، رضي الله عنه، في حديث الشَّفاعةِ:( إنما نحن حَفْنَةٌ من حَفَناتِ الله)؛
أَراد إنَّا على كَثرتِنا قليلٌ يوم القيامة عند الله كالحَفْنةِ أَي يسير بالإضافة إلى مُلْكِه ورحمته، وهي مِلْءُ الكَفِّ على جهة المجاز والتمثيل،
3- قيود الاستخدام لهذا الفن في الأسلوب:
*أن تكون الكلمة مستعملة أو قصد استعمالها فتخرج خطأ عن طريق السهو اللساني ؛ نحو قول القائل :( فرس في موضع كتاب )،
فلا تعد مجازا ولا حقيقة ،
*ودون قصد الحقيقة المطلقة في غير ما وضعت له كاستخدام ( أسد في معنى الحيوان المفترس)
وإن تعدد مفهومها ولم يكن بين ذلك نقل ؛ تسمى الحقيقة المشتركة مثل ؛( عين ؛ في استخدامها للباصرة ، والجارية ، وللذهب والفضة)
وإن تعدد مفهومها وكان هناك نقل للمفاهيم دون مناسبة ؛ سميت ( حقيقة مرتجلة ) نحو استخدام ؛ جعفر الموضوعة ؛ للنهر ثم لإنسان ؛
وإن كان الاستخدام (لمناسبة) وهُجِرَ المعنى الأول الأصلي، وجُعِلَ الاستعمال في المعنى الثاني فرعا عن الأول؛ فذلك هو المجاز البلاغي
أما المجاز الذي له معنيان مثل لفظ ( الصلاة ) في الدعاء ، وفي الأركان فلا يدخل في المجاز إلا بقيد اصطلاح التخاطب عند الفقهاء(شرعا)
لأنه يصدق عليه أنه مستعمل فيما وضع له
فاستعماله في معنى لا يقطع النظر عن القصد الآخر فرعا عنه عند علماء اللغة والبيان فيسمونه مجازا
*قيد العلاقة بالاحتراز في استعمال الكلمة في غير ما وضعت له قصدا دون وجود العلاقة المشابهة أو الحقيقة المطلقة فلا يسمى مجازا مثل :
( خذ هذا الفرس ) وأنت تقصد ( كتابا ) مشيرا إليه
*والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي تُخرج الكناية البلاغية عن المجاز المرسل ؛
فإن قرينتها غير مانعة من إرادة المعنى الموضوع له اللفظ ( فلان كثير الرماد ) فيصح أن يراد معنى الكرم بالكناية أو كثرة الرماد فعلا
4- أقسام المجاز البلاغي :
ينقسم إلى :مجاز مرسل ما كانت علاقته غير المشابهة مثل :(واسأل القرية التي كنا فيها )
ومجاز بالاستعارة وهو ما كانت علاقته المشابهة أي اللفظ المستعمل في معنى شبه معناه الأصلي مع وجود علاقة بين المعنيين نحو : الرجل الشجاع أسد ( فلفظة أسد ) مجاز بالاستعارة ،
فاللفظ كاللباس الذي يستعار من شخص إلى آخر في المشبه أو المشبه به
فتكون أركان الاستعارة ( مستعار منه ، ومعنى مستعار ، ولفظ مستعار )
5- علاقات المجاز المرسل :
تتعدد العلاقات للمجاز المرسل حتى تصل إلى عشرين علاقة غير المشابهة ،
وسنفصل القول فيها ونضرب لها الأمثلة :
1- ( العلِّية ) Lأي كون الشيء علةٌ لشيء آخر نحو يد الله فوق أيديهم ) مستعملا كلمة ؛ (يد) في معنى النعمة أو القدرة لأنها العلة الفاعلة للإعطاء والبطش وغيره
2- ( السببية ) أي كون الشيء سببا مؤثرا في الجملة ،مثل: رعينا الغيث ، والمراد النبات ، وهي غير ( العلية )
3- ( المسببية ) وهي كون الشيء مسببا عن غيره ، مثل : أمطرت السماء نباتا ، فقد ذكر المسبب وأراد السبب ومنه قوله تعالى : (وينزل لكم من السماء رزقا )أي غيثا
4- ( المجاورة ) أي علاقة مجاورة الشيء لغيره كإطلاق الثياب على اللابس لها
كقول الشاعر :
فشككت بالرمح الأصم ثيابه = ليس الكريم على القنا بمحرم
5- ( الكلية ) وهي كون اللفظ يتضمن الشيء وغيره
كما في قوله تعالى :( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت) فقد ذكر الأصابع وأراد الأنملة من الإصبع ، وجمال المجاز هنا في المبالغة المتبادرة.
6- ( الجزئية ) وهي عكس العلاقة السابقة ، من إطلاق الجزء وإرادة الكل لأنه المستخدم جزء منه كقولنا : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) فأطلق الوجه وأريد الذات ،
ونحو: ( رأيت عينا على عين ) ونقصد : الجاسوس بعين الأولى ؛ فهي جزء منه ويراد ذاته لأن الجاسوس ينتفي كونه جاسوسا بانتفاء عينه
7-( اعتبار ما كان ) أي نسبة تسمية الشيء باسم ما كان عليه ومتصفا به في الماضي، وليس الآن ، كقوله تعالى :( وآتوا اليتامى أموالهم ) فسماهم يتامى بعد البلوغ اعتبارا لما كانوا عليه في الزمن الماضي
8- ( اعتبار ما سيكون ) أو ما سيؤول إليه الشيء في المستقبل
كقوله تعالى :( إني أراني أعصر خمرا ) أي عنبا ، ومنه قوله تعالى :( إنك ميت وإنهم ميتون )
9- ( الحالية ) وهي كون الشيء حالا في غيره
مثل قوله تعالى :
( وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) فقد استخدم كلمة ( رحمة ) ومعناها رقة القلب عن الإنعام وهو مسببها ،
ثم عن المُنْعَمِ به لعلاقة التعلق الاشتقاقي ،
ثم عن محله وهو الجنة
ومثل قوله سبحانه :( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) فأتي بالمجاز في الزينة عن الثياب أي الحالَّة بالثياب
10- ( المحلية ) استخدام المحل وإرادة الحال وهي عكس السابقة عند
استخدام المحل وإرادة الحال
كقوله تعالى :( واسأل القرية التي كنا فيها ، والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون )
11- ( العموم ) وهو كون الشيء ــ أي الكلمة المجازية ــ شاملة في المعنى
كقوله تعالى :( أم يحسدون الناس على ما آتاهم من فضله) فإن الناس من العموم الذي أريد به الخصوص ؛ وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم
12- ( الخصوص ) كإطلاق الضاحك على كل إنسان من باب المجاز
13- ( الآلية ) أي كون الشيء آلة وواسطة في إيصال الأثر إلى المتأثر
مثل ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) فقد تجوز باللسان وهو الآلة والأداة عن أثره وهو السيرة الطيبة والذكر الحسن
14- ( اللازمية ) كأن تذكر الحرارة وتريد النار ؛ بمعنى كون الشيء يجب وجوده عند وجود غيره
15- ( الملزومية ) عكس العلاقة السابقة لغير المشابهة بمعنى كون الشيء إذا وجد وجد غيره كذكر الشمس وتريد الضياء
16- ( البدلية )
كقوله تعالى:( فإذا قضيتم الصلاة ...) بمعنى أن الشيء يقع بدلا ، فذكر القضاء وأراد الأداء فهو بدل عنه
17- ( الاستعداد ) وتكون العلاقة في المجاز إطلاق اللفظ على المستعِدِّ للشيء وغيره ؛
مثل إطلاق ( الحر على عبد سيده ) ،وإطلاق الكاتب على المستعد للكتابة ولما يَصِرْ كاتبا بعد
18- ( التقييد ) كأن تذكر الإنسان وتريد الحيوان فذلك مقيد بقيد
19- ( الإطلاق ) وهو كون الشيء مجردا عن القيود
كقوله تعالى:(إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ؛ فهذا مطلق أريد به مقيد وهم العلماء العاملون ، ومثل ( فتحرير رقبة ) لأن المراد تقييدها بمؤمنة
20- ( التعلق الاشتقاقي ) أي بسبب الاشتقاق
مثل ( هذا خلق الله ) أي مخلوقه ، ومثل ( ولا يحيطون بشيء من علمه ) أي معلومه
سر جمال أسلوب استعمال المجاز ؛ هو الدقة والإيجاز في اختيار العلاقة وإثارة الذهن في التوصل إليها بين المعنى الأصلي والمعنى الذي خرجت إليه اللفظة في المجاز.
- نماذج للتطبيق والمناقشة :
وضح المجاز في النماذج الآتية مبينا العلاقة في كل مثال :
أ) قال الشاعر:
وما من يد إلا يدُ الله فوقها = ولا ظالم إلا سيبلى بظالم
ب) قال تعالى ( كلا إنها كلمة هو قائلها )
ج) قال الشاعر :
وأشرب ماء النيل من بعد دجلة = فيخضر في مصر الجديدة عودي
د) حكمت المحكمة ببراءة المتهم بقتل المتظاهرين
ه) قال حافظ إبراهيم في حادث دنشواي :
قتيل الشمس أوردنا حياة = وأيقظ هاجع القوم الرقود
فليت كرومر قد دام فينا = يطوق بالسلاسل كل جيد
ويتحف مصر آنا بعد آنٍ = بمجلود ومقتول شهيد
لننزع هذه الأكفان عنا = ونبعث في العوالم من جديد
الإجابة :أ) العِلِّيَة (ب)الجزئية أطلق الجزء وأراد الكل (الكفر)(ج)الجزئية أطلق الكل وأراد الجزء (د)الحالية أطلق المحل وأراد الحال فيه وهو القاضي (ه) في( جيد ) الجزئية ، وفي مصر (الحالية) وفي الأكفان ( المسببية ) أطلق المسبب و أراد السبب وهو الخوف الذي أدى إلى الموت والأكفان
والله تعالى أعلم ؛؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق